الشيخ محمد متولي الشعراوي هو أحد أبرز العلماء والدعاة في القرن العشرين. ترك بصمة لا تُنسى في قلوب الملايين من المسلمين حول العالم من خلال علمه الغزير وشخصيته الفريدة. في هذه المقالة، سنستعرض حياة الشيخ الشعراوي منذ ولادته حتى وفاته، ونسلط الضوء على أهم محطات حياته، كما سنجيب على بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة به.
ولادة ونشأة الشيخ الشعراوي
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل 1911 في قرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في مصر. نشأ في بيئة دينية حيث كان والده حريصًا على تعليمه القرآن الكريم منذ الصغر. حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في سن الحادية عشرة، مما كان له الأثر الكبير في تشكيل شخصيته الدينية والعلمية.
التعليم والدراسة
بعد إتمام دراسته الابتدائية، التحق بالمعهد الديني في الزقازيق، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا. ثم انتقل إلى الأزهر الشريف بالقاهرة وأكمل دراسته في كلية اللغة العربية، وتخرج عام 1941. خلال فترة دراسته، تأثر بأفكار كبار العلماء والمفكرين، مما ساهم في توسيع مداركه وتطوير منهجه الدعوي.
كم مرة تزوج الشيخ الشعراوي؟
تزوج الشيخ محمد متولي الشعراوي مرة واحدة في حياته. كانت زوجته من نفس قريته دقادوس، ووقفت بجانبه طوال مسيرته العلمية والدعوية. أنجب الشيخ الشعراوي خمسة أبناء: ثلاثة ذكور وابنتين.
بداية المسيرة الدعوية
بدأ الشيخ الشعراوي مسيرته الدعوية بتدريس اللغة العربية في المعاهد الأزهرية. كان له أسلوب مميز في تبسيط المفاهيم الدينية وجعلها أقرب إلى فهم الناس، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين طلابه ومريديه. لاحقًا، انتقل إلى العمل في وزارة الأوقاف، حيث شغل مناصب متعددة منها مدير مكتب شيخ الأزهر ووكيل الأزهر.
ما هو مذهب الشيخ الشعراوي؟ وما هي عقيدته؟
كان الشيخ الشعراوي يتبع المذهب السني الأشعري في العقيدة، والمذهب الفقهي الشافعي في الفروع. كان يدعو دائمًا إلى الوسطية والاعتدال في الدين، ويشدد على أهمية الفهم الصحيح للنصوص الشرعية وتطبيقها بروح الإسلام السمحة.
من اشهر ما قال الشيخ الشعراوي؟
اشتهر الشيخ الشعراوى بأقواله وحكمه البليغة التي أثرت في الناس وجعلتهم يتفكرون في معاني الدين والحياة. من أشهر ما قاله: "لا تقلق من تدابير البشر، فأقصى ما يستطيعون فعله هو تنفيذ إرادة الله."، و"التقوى هي ألا تجد نفسك حيث نهاك الله، ولا تفقد نفسك حيث أمرك الله."
دور الشيخ الشعراوي في الإعلام
![]() |
الشيخ محمد متولي الشعراوي |
برز الشيخ الشعراوي من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير "خواطر الشعراوي"، الذي كان يُبث في شهر رمضان. كان البرنامج يركز على تفسير القرآن الكريم وتوضيح تعاليم الإسلام بأسلوب بسيط وجذاب، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة.
غرائب الشيخ محمد متولي الشعراوي
عرف عن الشيخ الشعراوي بعض المواقف الغريبة التي يعتبرها الناس من الكرامات. منها موقفه الشهير عندما تنبأ بحدوث حريق في أحد المساجد، وبالفعل وقع الحريق بعد أيام قليلة. كان الشيخ الشعراوي ينظر إلى هذه الأمور على أنها إرادة الله وليست له علاقة بها.
مرض وسبب وفاة الشيخ الشعراوي: ما هو مرض الشيخ الشعراوي؟
عانى الشيخ محمد متولي الشعراوى من مشاكل صحية متعددة في سنواته الأخيرة، كان أبرزها مرض القلب الذي أثر على صحته بشكل كبير. توفي الشيخ محمد متولي الشعراوي في 17 يونيو 1998، بسبب مضاعفات مرض القلب.
كم كان عمر الشيخ الشعراوي عند وفاته؟
عند وفاته في عام 1998، كان الشيخ الشعراوي يبلغ من العمر 87 عامًا، قضى معظمها في خدمة الدين ونشر العلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
لحظات احتضار الشيخ الشعراوي
في لحظاته الأخيرة، كان الشيخ الشعراوي يذكر الله كثيرًا، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه، مما أعطى انطباعًا بالطمأنينة والسكينة. تُروى عنه مواقف عديدة تشير إلى قوة إيمانه وثباته في تلك اللحظات.
جنازة الشيخ الشعراوي
![]() |
جنازة الشيخ الشعراوي |
شهدت جنازة الشيخ الشعراوي حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث توافد الآلاف من محبيه من مختلف أنحاء مصر لتوديعه إلى مثواه الأخير. أقيمت الجنازة في قريته دقادوس، ودفن في مقبرة الأسرة هناك. كان المشهد مؤثرًا للغاية، حيث عبر الناس عن حزنهم الشديد لفقدان هذا العالم الجليل.
الإرث الدائم للشيخ الشعراوي
ترك الشيخ محمد متولي الشعراوى إرثًا عظيمًا من الكتب والمحاضرات والدروس الدينية التي لا تزال تؤثر في الأجيال حتى اليوم. يعتبر تفسيره للقرآن الكريم من أهم مؤلفاته، حيث قدم فيه شرحًا مبسطًا وميسرًا لمعاني القرآن. كما أن محاضراته المتعددة تناولت مواضيع متنوعة في الفقه والعقيدة والأخلاق، وكانت دائمًا تهدف إلى توجيه الناس نحو الفهم الصحيح للإسلام.
الشيخ محمد متولى الشعراوى كان ولا يزال رمزًا للدين والعلم والاعتدال. حياته مليئة بالدروس والعبر التي يمكن أن تكون نورًا يهتدي به الناس في طريقهم. نستذكره بكل حب واعتزاز، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته. ترك الشيخ الشعراوي بصمة لا تُنسى في تاريخ الدعوة الإسلامية، وسيظل علمه وإرثه نورًا يهتدي به الناس في مختلف أرجاء العالم.